يحمل الجميع هواتف خلوية ، يعتقد البعض انها باتت أدوات استخباراتية لجهات رسميه، لا استطيع جزم اعتقادهم في هذا المقال، لكني سأتطرق الى من هم اقرب اليك عزيزي القارئ من معارفك واصدقائك وحتى من افراد عائلتك. في هذا المقال سوف ألقي الضوء على امكانية قراءة معلومات تم محوها من هاتفك لكنها ما زالت موجودة في سراديب مظلمة داخله.
احترس! ما ستقرأه في المقال قد يصيبك بجلطة قلبية أو دماغية … فقد قمت بعرض هذا المقال على اصدقاء لي وكان لظهور المعلومات الممحيه وقعاً مخيفاً ظهر جلياً على وجوههم. 
لنبدأ في أول وأسهل شئ تقومون به بشكل عادي، الصور ، وليس فقط التقاط الصور لكن ايضاً استقبال الصور. من البديهي اليوم ان تعرف ان كل صورة تقوم بالتقاطها تضم معلومات عديدة يقوم جهازك بارفاقها للصورة، هذه المعلومات تتضمن:
- ساعة التصوير
- مكان التصوير – ويتم تحديده بواسطة GPS الهاتف حتى لو كانت هذه الامكانية غير مفعلة.
- اسم الهاتف واسمك الشخصي في حال سجلته في هاتفك.
- اسماء اشخاص موجودين في الصورة في حال شغلت امكانية التعرف على الوجوه.
- وغيرها من معلومات تقنية حول الكاميرا وكبر الصورة وما شابه.

التحذير الأول: حتى لو صورت صورة شخصية بدون ان تظهر أي معالم توضح من أنت أو اين تم التقاط الصورة – سيظل بإستطاعة المراقب اكتشاف كل المعلومات عنك بدون حتى مشاهدتها.
لنفرض – انك قمت بمشاهدة الصورة ومحوتها حالاً. هل تعتقد انك محوتها فعلاً؟ الاجابة : لا.
التحذير الثاني: لا يمكن محو صورة بتاتاً الا اذا وضعت هاتفك داخل خلاط يعمل بسرعة 100 دورة في الثانية.
التفسير بسيط، يتم حفظ لكل صورة نسخة مصغرة عنها في مجلدات نظام مخفيه، ففي نظام الأندرويد تسمى هذه المجلدات عادة ب .thumbnails والنقطة “مقصودة” لأنها تعني ان هذا المجلد مخفي. سوف أقوم بشرح طرق مشاهدة هذه المجلدات في نظام أندرويد.
التحذير الثالث: هل تعرف ماذا تعني كلمة Sync أو Synchronize ؟ اذا كنت لا تعرف وقمت باستعمال برامج تقوم “بسنخرنة” ملفاتك فأنت في ورطة.
تتسابق اليوم اغلب البرامج على هاتفك لحفظ نسخ من ملفاتك وصورك لتعرضها عليك اينما كنت ووقتما تشاء، بعض هذه البرامج يقوم برفع كل صورة تقوم بالتقاطها او حتى استقبالها الى خوادم (سيرفرات) خاصة معتمداً بذلك انه في لحظة معينة كان قد سألك سؤال مثل هذا: Do you want to enable sync features. Yes/No ? وأنت ضغطت على “موافق” بدون أن تعلم بأنك من تلك اللحظة اصبحت خصوصياتك مشتركة مع هذه الخدمة. من هذه الخدمات: Google Drive, Facebook, DropBox واخرى…
التحذير الرابع: اذا كان هاتفك يحتوي على ملفات خاصة، لا تقم ابداً بوضعه لدى خبير مختص لا تثق به.
حتى لو قمت بمحو الصور بعد ان تعلمت من ارشاداتنا السابقة وأخذت كل الاحتياطات، فإنني لا زلت اذكرك أن محو ملف من أي جهاز الكتروني لا يعني المحو الكامل، يوجد عدة برامج متوفرة وظيفتها استرجاع ملفات تم محوها وعادة يمكن البحث عنها باستعمال كلمات بحث مثل undelete, unformat, recover deleted files . هذه البرامج تستطيع بشكل ما استرجاع آثار الملفات ومحاولة بنائها من جديد.
التحذير الخامس: حين ترسل صورة لصديق. هل تعتقد انك ارسلتها فقط لصديقك؟
الجواب لا بالتأكيد، وهذه المرة سأجاوبك بمثال: لنقل انك ارسلت الصورة لصديق عبر برنامج Viber، فإن كل شخص قام بتركيب Viber وقام بتعريفه برقم صديقك – سوف يستلم هذه الصورة. ستسألني – ولكن كيف يمكن ذلك؟ الجواب بسيط، اذ ان تسجيل أي خدمة فايبر يكون بواسطة ارسال كود تأكيد وقت تركيب البرنامج، لنفترض انني اريد سرقة فايبر صديقي، يكفي ان اقوم بتركيب فايبر لدي، وأضع رقم هاتف صديقي بدل رقمي، سوف يتم ارسال كود التأكيد لهاتف صديقي – لكن ماذا لو كان صديقي في الحمام وكانت لدي الفرصة لقراءة الكود الذي وصله وادخاله الى هاتفي. في هذه الحالة استطيع التنصت على محادثات صديقي ورؤية كل الصور التي يرسلها ويستقبلها على جوالي أو على برنامج فايبر على حاسوبي الشخصي.
التحذير السادس: احترس من برامج المحادثات Viber أو WhatsApp وغيرها …
هذه البرامج خطرة جداً لكل من يريد ان يحافظ على خصوصياته، فكما ذكرت في المثال السابق، طريقة تعريفها تعتمد على استقبال SMS يحوي كود، ولكن غير مضمون ابداً عدم وصول هذا الكود لأي شخص يريد. وبحالة Viber فإن الأمر خطير جداً بوجود نسخة حاسوب لها. فإستقبالك لأي معلومة خاصة أو صورة خاصة على هذا البرنامج يضع نسخة منها على حاسوبك ايضاً وهذا الأمر قد يصعب امكانية محو آثار الصور التي تم ارسالها او استقبالها عبر هذه الخدمة.
في حال قرأتم المقال وأردتم فحص مدى وفاء اقربائكم ولكن تنقصكم الخبرة في استعمال البرامج الهاتفية، انصحكم بإنتظار المقال القادم الذي سيشرح كيفية قراءة الملفات المخفية، وكيفية استرجاع المعلومات التي تم محوها من هاتف القريب.